شعر عربي في ذم ووصف البخل والبخلاء

نجد في تراثنا العربي الشعر العربي الذي يمدح الأخلاق الحميدة و يذم الأخلاق الخسيسة ، و صفة البخل و البخلاء نظم فيها الشعراء العرب الكثير من الشعر الذي يذمها و يدعو إلى التحلي بالجود و الكرم و نبذ البخل و البخلاء .

البخل و الشُّح من أخّس الاخلاق :

من أخّسِ الأخلاق التي تنأى عنها النفس ، صفة البخل و الشّح ، فالإنسان البخيل انسان منبوذ من أهله و مجتمعه ، فهو يحرم نفسه و الآخرين من الاستمتاع بنِعم الله عز و جل عليه ، و يعيش حياة العسر و الحرمان لا لضيق رزق و إنما لوسوسة شيطان .

شعر عربي في ذم ووصف البخل و البخلاء

يصف شاعرنا هنا البخيل و عمله بدودة القز التي تبني ما ينتفع به الآخرون ، فيجمع البخيل ماله ليستمتع به غيره ، في أبيات شعرية من بحر البسيط يقول :

يفني البخيل بجمع المال مدته               وللحوادث  والأيام ما يـــدع

كدودة القز ما  تبنيه  يهدمها               وغيرها  بالذي  تبنيه  ينتفع

و على وزن بحر الخفيف يقول الشاعر

إن هذا  الفتى  يصون رغيفـــــــــــــا           ما إليه من  ناظر من سبيل

في  جراب  في جوف  تابوت موسى           والمفاتيح  عند ميكائيــــــل

و عن حال البخيل مع ضيوفه يصف الشاعر موقف  البخيل مع ضيوفه فيقول على وزن بحر الطويل

شرابك  مختوم وخبزك لا يرى              ولحمك بين الفرقدين  معلق

نديمك عطشان وضيفك جائـــع             و كلبك نباح  وبابك مغلـــــق

و في ابيات شعرية يحكي الشاعر عن فزع صاحب البخل  من الضيافة و لو كانت في المنام ، من بحر الوافر يقول الشاعر

نوالك  دونه شوك القتاد        وخبزك كالثرية في البُعاد

ولو ابصرت ضيفا في منام         لحرمت الرقاد على العباد

و في ذكر سبب البخل و الشّح لدى البخلاء و هو الحرص على الدنيا ، يقول الشاعر ذاما الحرص و ناصحا للحريص في بيت شعري على وزن بحر البسيط

قد شاب رأسي  ورأس الدهر لم يشب       إن الحريص على الدنيا لفي تعب

و لعل هذين البيتين من الشعر يلخصان حال البخلاء قديما و في عصرنا هذا من حرصهم على الجمع و هم غير مدركين انما يجمعون لورثتهم ، فيقول الشاعر من بحر الوافر

وذي حرص تراه يلم وفــــــرا         لوارثه ويدفع   عن  حماه

ككلب الصيد  يمسك وهو طاو         فريسته  ليأكلها ســـــــواه

من مجزوء الرجز يقول الشاعر في ذم الطمع :

حسبي  بعلمي إن  نفع            ما  الذل إلا في الطمع

من راقب الله  نـــــــزع           إلا  كما طار وقـــــــــع

و عن خلو أكل البخيل من البركة و إن وُضِع ، لما في نفس البخيل من الغيظ و الشّح يقول الشاعر على وزن بحر البسيط

      أصبحت أجوع خلق الله كلهم                وأفزع الناس  من  خبز إذا وضــعا

    خبز البخيل لمكتوب عليه ألا            لا بارك الله في ضيف إذا شبــع

    إني احذركم من خبز  صاحبنا          فقد  ترون اليوم بحلقي ما صنعا

و من بحر البسيط يقول الشاعر ذاما الحرص و صاحبه

    إياك والحرص  إن الحرص لمتعبة       فإن فعلت فراع القصد في الطلــــــب

    قد يرزق المرء لم  تتعب رواحلـــه       ويحرم المرء ذو الاسفار والتعـــــب

و عن الحزن و الغّم الذي يصيب البخيل من أبسط شيء يقدمه يقول الشاعر على وزن بحر الوافر

   إذا كُسِر الرغيف بكى عليه       بُكا الخنساء إذ  فُجِعت بصخر

  ودون  رغيفه قلع الثنايا           وضرب مثل وقعة يوم بــــــدر

 يقول شاعر آخر من بحر  الوافر 

         تغير إذا دخلت عليه  حتى                 فطنت فقت في عرض المقال

        علي اليوم نذر من صيام                   فأشرق  وجهه مثل الهلال

و في ذم البخل و البخلاء و امرأة البخل ، يقول أبو محمد إسحاق الموصلي (ت 235هـ) على وزن بحر الطويل .

    وآمرةٍ بالبخل قلت لها اقصــــري              فليس إلى ما  تأمرين  سبيل

    أرى الناس خلان الجواد ولا أرى              بخيلا له في العالمين خليـــل

    وإني رأيت البخل  يزري بأهــلــه             فأكرمت نفسي أن يقال بخيل

   ومن خير حالات الفتى  لو علمته              إذا نال شيئا أن  يكون ينيــــل

   عطائي عطاء المكثرين تجمـــــلا              ومالي  كما  قد تعلمين  قلــيل

   وكيف أخاف الفقر  أو أحرَمُ الغنى             ورأي أمير المؤمنين جمتـــيل

المراجع :

جواهر الأدب في أدبيات و انشاء لغة العرب ، السيد أحمد الهاشمي ، ج1 ، دار الجيل ، بيروت ، 2010 .بتصرف

أضف تعليق

تصميم موقع كهذا باستخدام ووردبريس.كوم
ابدأ